نهج المتحف
تعوّدنا إطلاق لفظ متحف على الفضاءات العارضة للاثار وتاريخها. ولكنّ هذا المفهوم قد توسّع فأصبح شاملا لكلّ ما يهدف إلى المحافظة على الذاكرة الوطنية، وذلك من خلال متاحف مختصّة ترجع بالنظر إلى الوزارات المعنيّة، وليس بالضرورة إلى وزارة الثقافة، رغم دورها الثقافي والتثقيفي. وقد تعاقبت الإحداثات من هذا النوع في تونس، من متحف العُملة إلى متحف البريد إلى المتحف العسكري. يفتح متحف العملة بتونس على ساحة روما المعروفة سابقا بنشاطها المالي عندما كانت تحتضن البنك المركزي التونسي. وقد فتح هذا المتحف أبوابه يوم 7 نوفمبر 1968 بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس البنك المذكور. ويعرض المتحف مختلف مجموعات القطع النقديّة من العهد القرطاجي والنوميدي إلى اليوم، مع بيانات ضافية حول تاريخ النقود التونسية ودلالتها الوثائقية والتاريخية والاقتصادية وأصنافها وأشكالها ونقوشها، ولمحة عن تاريخ المؤسسة الماليّة وتاريخ دار السكّة حيث كانت تُضرب - أو تُسبك - النّقود المعدنية وعن تاريخ ظهور الأوراق المالية. (نُقل هذا المتحف إلى شارع محمد الخامس واتصل بالبنك المركزي التونسي).
أمّا متحف البريد بنهج جمال عبد الناصر بالعاصمة فيروي مراحل تاريخ البريد وتطوّره. ويحتوي على مجموعات من الطوابع البريدية التونسية من سنة 1888 إلى اليوم معروضة حسب نوع الاصدار، عاديّا كان أو احتفاليّا، ومرتّبة زمنيّا مرفوقة بظروف بريديّة حاملة للطوابع بتاريخ أوّل يوم لاصدارها.
متحف البريد
ويحتوي متحف البريد على أجهزة هاتفية وبرقيّة (لاسلكي) مستعملة في البلاد من 1880 إلى اليوم، وعلى تجهيزات وأدوات بريديّة قديمة كمكتب أوّل مدير للبريد بتونس وأكياس التوزيع وآلات الطّمس لشطب الطوابع. وفي المتحف وثائق نادرة من مراسلات وبرقيات ونماذج من الصكوك البريدية وحوالات بريدية ودفاتر واتفاقيات دولية. هذا إلى جانب مجموعة مهمّة من الصور الشمسية المجسّمة لتاريخ النقل البريدي وأبراج الهاتف وقاعات التلغراف ومكاتب البريد العتيقة. وبإمكان هواة جمع الطوابع البريدية اقتناء آخر المجموعات التي أصدرت والاستفادة من البيانات المتوفّرة.
المتحف العسكري
وأمّا المتحف العسكري بقصر السعيد بتونس حيث ثكنة البرطال فهو متحف حديث الانشاء، يحتوي على مختلف الأسلحة والأزياء وشارات الرتب العسكرية في أشكالها الحقيقية أو مصوّرة عن وثائق مرفوقة ببيانات تاريخية حول مؤسسة الجيش وأكبر المعارك والحروب. وترجع أقدم مجموعة معروضة إلى العهدين التركي والحسيني، خاصة صور البايات والمواكب الرسمية. هذا المتحف متعة يكتشفها الزائر ووثيقة ثمينة يستعين بها الباحث والمؤرخ بما يتكامل مع متحفباردو القريب ويحافظ على الذاكرة الوطنية في أهمّ جوانبها.